Elham Freiha
ابحث عن المقال
هذه هي خارطة الطريق للخروج من تشرين الأسود
29 تشرين الثاني 2017

تعود المحرِّكات الحكومية إلى الدوران بعد عودةِ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من ايطاليا بعد غد الجمعة... ثلاثة أيام للجوجلة كافية لتحويل الإجابات، التي تلقاها رئيس الجمهورية في إثنين المشاورات إلى بيان يُشكِّل النيو تسوية فيما التسوية الأولى موجودة بينَ خطاب القَسَم والبيان الوزاري. *** إثنين المشاورات طرح أسئلة محددة على جميع مَن تمت استشارتهم، وهي: مفهومُك للنأي بالنفس. مفهومُك للدفاع عن لبنان. رأيك في كيفية عودة النازحين السوريين إلى سوريا. تم وضع الأجوبة بشكل منظَّم وعلى شكل لوائح لتسهل إعادة قراءتِها وجوجلتِها. وما يجري من اليوم وحتى بعد غد الجمعة هو إنجازُ عملية الجوجلة هذه، فيُصار إلى إطلاع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة عليها ليُعرَف ما إذا كان الأمرُ استجابة للمطالب التي تؤدي إلى الحديث عن النيو تسوية. *** بعدما يتسلم رئيس الحكومة سعد الحريري الجوجلة، يُتوقَّع حسب مصادر دبلوماسية عربية في لبنان أن يطير بها إلى المملكة العربية السعودية، فيناقش مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الصيغة التي تمَّ التوصُّل إليها، وفي حال نالت هذه الصيغة رضى المملكة، فإنَّ هذا الرضى سيُشكِّل جواز عبورٍ إلى إعلان التسوية الجديدة. يعود رئيس الحكومة من السعودية، يدعو إلى جلسةٍ لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، يكون جدول الأعمال مؤلفاً من بندٍ واحد هو إقرار بيان التسوية، وتكون الجلسة على أبعد تقدير مطلع أو منتصف الأسبوع المقبل. في الموازاة، هناك الموقف الإيراني الذي على أساسه يمكن تحديد ما ستؤول إليه الأمور، لهذا فإن الأيام الثلاثة ستكون ربما كافية لمواصلة الإتصالات بالجانب الإيراني، والتي كان بدأها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من خلال إيفاده أحد مستشاريه في الإليزيه يُرجَّح أنْ يكون سفيراً سابقاً عمِل في لبنان. هكذا فإنَّ نتائج الإتصالات الخارجية الجارية مع الجانب الإيراني من شأنها أنْ تحدد مسار التطورات وكيف ستتدرج الأمور، لِما لإيران من تأثير على الساحة الداخلية. *** هل هكذا سينتظم العمل الحكومي مجدداً؟ هل تعود عقارب الساعة إلى الوراء؟ وتحديداً إلى ما قبل الرابع من تشرين الثاني الجاري، تاريخ الإستقالة المتلفزة؟ قد تكون الأمور بهذه البساطة إذا ما تم تسهيل إقرار بيان التسوية، ولكن في حال المماحكة وكسب الوقت، فإنَّ من شأن ذلك إطالة أمد الأزمة، وهذا الأمر لن يكون في مصلحة أحد على الإطلاق. *** حين ينقضي هذا الأسبوع، يكون قد مرَّ شهرٌ على أزمة الإستقالة، فهل يكون مطلع الأسبوع المقبل بداية الخروج من الشهر الأسود؟

الهام سعيد فريحه