Elham Freiha
ابحث عن المقال
الأسكندر والوصايا الثلاث
4 كانون الأول 2017

تقول الروايات، منها ما هو واقعي ومنها ما هو اسطوري، ان القائد العسكري اسكندر المقدوني لم يكن فقط خبيرا في المعارك العسكرية بل كان ايضا مفكرا، وتضيف الروايات انه بعد احدى المعارك أصيب بمرض اقعده في الفراش وكان شفاؤه صعبا، ولما تأكد من صعوبة الشفاء جمع عائلته واركانه وقائد جيشه الذي كان يعتمد عليه كثيرا، وفي ما يشبه تلاوة الوصية خاطبهم قائلا: سأغادر هذه الدنيا قريبا ولي ثلاث أمنيات ارجوكم ان تحققوها لي. قال الاسكندر: وصيتي الأولى... ان لا يحمل نعشي الا اطبائي والوصية الثانية، أن تنثر من مكان الوفاة حتى المقبرة قطع الذهب والفضة واحجاري الكريمة التي جمعتها طوال حياتي. والوصية الاخيرة: حين ترفعوني على النعش أخرجوا يديّ من الكفن وابقوهما معلقتين للخارج وهما مفتوحتان. حين تلا الاسكندر وصيته، قام قائد الجيش لديه وسأله: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي اخلال، انما هلا اخبرتنا سيدي المغزى من وراء هذه الوصايا الثلاث؟ قال الاسكندر: أريد ان أعطي العالم درسا لم اتعلمه الا الآن، بخصوص الوصية الاولى، أردت ان يعرف الناس ان الموت إذا حضر لن ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع اليهم اذا اصابنا أي مكروه، وان الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر. الوصية الثانية، حتى يعلم الناس ان كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثورا، واننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب. الوصية الثالثة، ليعلم الناس أننا قدمنا الى هذه الدنيا فارغي الايدي وسنخرج منها فارغي الأيدي. كم من اسكندر يجب ان يتعلَّم هذا الدرس؟

نادرة السعيد