Elham Freiha
ابحث عن المقال
المفعول السحري لشهر العيد
13 كانون الأول 2017

ويبقى شهر الأعياد من الشهور المحببة على قلوب العائلات وعلى قلوب الناس كبارًا وصغارًا، فإذا تمّ النظر الى النصف الملآن من الكوب، فإن الذي يُقال هو التالي: على رغم زحمة السير فإن الناس يريدون أن يعيشوا فرحة شهر العيد من خلال التفرج والتبضع، هذا يمكن تسميته "بالعطاء" وهو عطاء العين بالدرجة الاولى حيث يُعطى النظر ما يستحقه مما يشاهده، ثم تتدرّج مستويات العطاء من خلال فلسفة العطاء! أليست الأشجار المزينة التي توضع في البيوت والمكاتب والأماكن العامة هي الدليل على العطاء؟ الشجرة هي الأمثولة: تلبس أوراقها ثم تزهر ثم تعطي الثمار ثم تخلع ما اصفرّ من أوراقها لتتجدد من جديد وتعود الى دورة الحياة. ولهذا السبب تكون الشجرة في المنازل والمكاتب هي امثولة العطاء. ولهذا السبب تبارى الحكماء والمفكرون في الكتابة عن "فلسفة العطاء"، ومنهم نقتبس أروع ما كتبوا: نادرون هم أولئك الذين يكون العطاء أحد متعهم الخاصة. عرفان الجميل هو عطاء الفقير. العطاء من دون حبّ لا قيمة له، والأخذ من دون امتنان لا طعم له. أعمار الأمهات لا تُقاس بالسنين بل بما استودعه الله في قلوبهن من خير العطاء. في البيع والشراء شقاء البشر... وفي الأخذ والعطاء مفتاح الخلاص. * * * مَن يحصل على السعادة عليه أن يُشرِك آخرين فيها، فالسعادة ولدت توأمًا. كل ما أنفقته خسرته، وكل ما أعطيته ربحته. * * * مثلما يعود النهر الى البحر هكذا يعود عطاء الإنسان اليه. بقدر ما يعطي الحكيم بقدر ما يغتني شخصيًا. ليصمت من أعطى وليتكلم مَن أخذ. أعطِ ولا تذكر ما أعطيت. * * * عطاء وشجرة وروح ايجابية... انه المفعول السحري لشهر العيد.

نادرة السعيد