Elham Freiha
ابحث عن المقال
"أنصار الباذنجان"
18 كانون الأول 2017

يُروى ان أحد الحكّام في جبل لبنان في القرن الثامن عشر قال لخادمه: لا أعرف لماذا اليوم بالذات، تشتهي نفسي أكلة باذنجان؟ فأجابه الخادم على الفور: الباذنجان؟ بارك الله في الباذنجان، إنه سيّد المأكولات، لحم بلا شحم. سمك بلا حسك. يؤكل مقليًا، ويؤكل مشويًا ويؤكل محشيًا ويؤكل مخللاً ويؤكل مكدوسًا. * * * قال الحاكم: ولكنني أكلتُ منه قبل أيام فتسبب لي بألم في معدتي، فقال الخادم: الباذنجان؟ لعنة الله على الباذنجان. انه ثقيل، غليظ، يسبب النفخة. قال له الحاكم: ويحك، تمدح الشيء وتذمه في وقتٍ واحد؟! فقال الخادم: يا مولاي الحاكم، أنا خادم لكَ ولستُ خادمًا للباذنجان، فإذا قلتَ لي "نعم"، فأنا أقول "نعم"، وإذا قلتَ لي "لا" فأنا أقول "لا". * * * كم من "الباذنجانيين" يعيشون بيننا؟ كم من الأجوبة التي يقدمونها تُظهر انهم من "حزب الباذنجان": تفكيرًا ومنطقا، ومن آخر همومهم ما يُقال عنهم، المهم بالنسبة اليهم أن يُرضوا أسيادهم لا أن يُرضوا الباذنجان. * * * المهم في هذه القصة ان "الخادم" فيها، له الكثير من الأنصار والمؤيدين لأنه، وللأسف، أصبح نمط حياة من دون حياء.

نادرة السعيد