من خارج السياق، وعلى الهامش: أكثر من عدد أعضاء مجلس النواب وأكثر من عدد أعضاء الحكومة سيُمضون عطلة الأعياد خارج لبنان، ومنهم مَن أصبح في الخارج وهنا يُفهَم سبب تطيير جلستي مجلس الوزراء أول من أمس الخميس، والخميس المقبل، وهنا يُطرَح سؤال كبير: إذا كنتم يا سادة حريصين على السياحة في وطنكم وعلى تشجيع اللبنانيين في الخارج على تمضية الأعياد في لبنان وعلى تشجيع السياح للمجيء إلى لبنان، فلماذا لا تكونون أنتم المثال الحَسَن والقدوة لهم؟ إنَّ ما ستُنفقونه في الخارج، في أيام عطلاتكم، لو صُرِف في لبنان، لكان شكَّل البحصة التي تسند خابية السياحة، لكن للأسف، الوعظ بالوطنية والحرص على البلد شيء، والترجمة العملية له، شيءٌ آخر. فقط لا بد من تسجيل هذه الملاحظة من أجل أن تكون رسالة لمَن يعنيهم الأمر، إنَّ التعلق بالوطن والحرص عليه ليس مجرد عبارات منمَّقة تُكتب على شكل تغريدات على تويتر أو على شكل بوستات على فايسبوك، إنَّها الترجمة العملية لما يُعلَن من مواقف ثم يُترجم في الحياة اليومية. *** المهم أنَّ السياسة صارت في مكان آخر، أي في السنة الجديدة التي ستكون سنة الإنتخابات النيابية بامتياز، ما إنْ تبدأ السنة الجديدة حتى يكون العد العكسي قد بدأ لإجراء الإنتخابات: أمام المرشحين ثلاثة أشهر ليحسموا مواقفهم، وعليه فإنَّ السادس من آذار المقبل سيكون الموعد الأخير لتقديم الترشيحات في وزارة الداخلية، لينطلق السباق المحموم الذي مدته شهران ليصل إلى اليوم الكبير في السادس من أيار. *** بهذا المعنى يمكن القول إنَّ الحكومة ستتحوَّل اعتباراً من مطلع السنة إلى حكومة انتخابات بامتياز، رئيسها مرشح ومعظم وزرائها مرشحون باستثناء قلة قليلة من بينهم، وهنا يُطرَح سؤال جوهري: كيف سيكون تعاطي الحكومة مع الملفات المتراكمة والملفات الداهمة إذا كان كل وزير سيفكِّر بمنطقته الإنتخابية وحلفائه في اللائحة المقفلة؟ إنَّ أكثر ما يخشاه المواطن العادي هو أن تتحوَّل الوزارات إلى مكاتب انتخابية للأنصار وللمفاتيح الإنتخابية، وهناك أمرٌ يدعو إلى التنبه له كثيراً وهو أنَّ المعارضة ستكون كبيرة هذه المرة، وفي أكثر من منطقة وستُشكَّل لوائحها المقفلة في مواجهة اللوائح التي يكون فيها وزراء ونواب، والتي تُعتبر لوائح السلطة، في هذه الحالة كيف سيُصار إلى التعاطي مع المعارضة لجهة معاملاتها؟ هل سيتمُّ الإهتمام بهما بالسرعة ذاتها وبالأهمية ذاتها؟ إنَّ المسألة تستدعي دقَّ ناقوس الإهتمام من اليوم لئلا ندخل على سنة وتبدأ مشاكلها معها في الصراع المزمن بين السلطة والمعارضة.