وأنا أفلفش أوراقي في الأرشيف، عثرتُ على مقالٍ قيِّم لأحد الكتَّاب، احتفظت به على أمل قراءته لاحقاً، ودارت الأيام كالعادة، وتراكم الشغل، فبقي المقال مطوياً إلى أن جاء دوره في القراءة في أسبوع العطلة. قرأته بتمعن، ولأهميته، أردتُ أن أتشارك مع القراء في بعض مضمونه الجيِّد. المقال تحت عنوان المرحلة الملكية، والمقصود بها أنَّ حياتك ستكون ملكاً لك: في المرحلة الملكية، لن تتورط في جدالات تافهة ولن تُستدرج لمعارك صغيرة، ولن تبذل جهداً على ما لا يستحق من مواضيع. في المرحلة الملكية لن تُعطي توافه الأمور أكثر من قدرها. في المرحلة الملكية لن تُؤجِّر عقلك لأحد ولن تجعل مَنْ حولك يفكرُ عنك. أحكامك على الآخرين أنت من يقررها. في المرحلة الملكية، عندما تُبتلى بكاذب، لن تتحرك فيك شعرة ولن تحشد الأدلة والقرائن لإثبات كذبه، بل ستقول: وقتي أثمن من معالجة أمرٍ لا يُقدِّم ولا يؤخر. في المرحلة الملكية ستُدرك أنك المسؤول تماماً عن صحتك وعن كلِّ شؤون حياتك، وستعرف حينها أنه لن يحمل أحد عنك هماً ولن يقاسمك شخص سهراً، ولن يتبرع أحدٌ بأخذ المرض عنك. في المرحلة الملكية لن تتبع أخبار الناس ولن تتقصى أحوالهم، لا يهمك إن كانوا سافروا أو لم يسافروا، ماذا أكلوا وما هي سياراتهم؟ أين يسكنون؟ ستكتشف أنَّها أمور لا تُقدِّم ولا تُؤخِّر! في المرحلة الملكية ستدرك أنَّ التكيَّف مع الظروف أحد أهم أسباب السعادة، فمهما كانت قسوة ظروفك وصعوبة حياتك، لن تندب الحظ ولن تلعن الظروف بل ستتأقلم مع ما لا يمكن تغييره وسوف تسعى لتغيير ما يمكن تغييره. إنَّه درسٌ عظيم، وحبذا لو يضع كل امرئ مرحلته الملكية، فتهدأ النفوس بما هي عليه.