Elham Freiha
ابحث عن المقال
وكالة "ناسا" ومطالب اللبنانيين
٢ شباط ٢٠١٧

حين يريد أحدهم أن يُعطي وصفاً لشخص كثير الإنهماك و"مشغول" دائماً، يقول عنه: "وكأنه يعمل في الناسا". لكن بصرف النظر عن جدية هذا التشبيه أو المزاح فيه، فإنَّ العاملين في الناسا هم فعلاً أشخاص مشغولون، بدليل أنَّ نتاج أعمالهم يدل عليهم.

* * *

ومن النتائج التي بوشر بتحقيقها، ما كشفه هؤلاء الموظفون في وكالة "ناسا" من أنَّ القمر يؤثر على الأرض ويبطئ من حركتها، مما سوف يؤدي إلى زيادة عدد ساعات اليوم إلى 25 ساعة، إذ

تتباطأ سرعة الأرض بنحو 2.5 مللي ثانية كل 100 عام. في المقابل، فإنَّ القمر هو المسؤول عن هذه العملية، حيث أنه يأخذ قسماً من طاقة الأرض ويبتعد عنها تدريجياً، مما يؤدي إلى تباطؤ دوران الأرض. وعلى مدار القرن المنصرم تباطأت سرعة دوران الأرض بمقدار 1.4 مللي ثانية، أي 0.0014 ثانية. وتشير الحسابات التي أجريت من قبل موظفي وكالة "ناسا"، أنَّ ازدياد ثانية واحدة على اليوم يتطلب 50 ألف سنة، وأنَّه في المستقبل سوف يكون عدد ساعات اليوم الواحد 25 ساعة بدلاً من 24، وهذا سوف يحدث بعد 180 مليون سنة تقريباً، مع الأخذ بالإعتبار السرعة الحالية لدوران الأرض وجميع المعايير الحالية لدورانها..

* * *

"ما أفضى بالهم سكان ناسا"، نقول "سكان" وليس "موظفين" لأنهم يعيشون في "عالم آخر"، يُفكِّرون ماذا سيحصل بعد 180 مليون سنة، ونحن، مع شعوب الأرض، لا نعرف ماذا سيحصل بعد 180 ثانية. ثم، وما حاجتننا إلى ساعة إضافية في لبنان طالما أننا سنُمضيها بين الدورة ونهر الموت، أو بين مستديرة عشقوت وفاريا، أو بين المدينة الرياضية ووسط بيروت؟

* * *

إذا أراد موظفو "ناسا" أن يفيدونا فما عليهم سوى إيجاد كوكب يكون اليوم فيه مئة ساعة لنُنجز ما علينا إنجازه في 24 ساعة.

نادرة السعيد