Elham Freiha
ابحث عن المقال
النفايات والكوستابرافا ... وأصوات النسور
٢٠١٧ كانون الثاني ٦

النائب وليد جنبلاط، أينما حلّ، يواكب العصر، وكأنَّ شعاره أصبح: "وخير جليس في الأنام تويتر"، بدل أن يكون "وخير جليس في الأنام كتاب". في أسفاره، غالباً ما كان جنبلاط يشاهَد متأبِّطاً كتاباً، فهو مثقَّف وقارئ نَهِم. اليوم، يبدو أنَّ "سلاحه الإعلامي" بات التغريدات على "تويتر"، بعدما كان يعبِّر عن موقفه من خلال مقاله الأسبوعي في صحيفة "الأنباء" الأسبوعية. * * * جنبلاط أمضى عطلة الأعياد في مراكش في المغرب، ونشر من هناك صوراً له على تويتر، لكن يبدو أنَّ الإقلاع والهبوط في مطار بيروت أقلقه، فكتب في تغريدة له بعد العودة: "أكثر من ضروري معالجة قضية تكاثر الطيور حول مدارج مطار بيروت قبل فوات الأوان". * * * وزير البيئة الجديد المحامي طارق الخطيب، وهو وزير يتميَّز بنشاطه وبإصراره على معالجة الملفات البيئية بسرعة وبجدية، تابع الموضوع ونشر جزءاً من تقرير بين يديه، وفيه أنَّ "الشركة المتعهدة في كوستابرافا وضعت آلات تُصدِر أصوات نسور لإخافة وإبعاد الطيور". لا بأس... لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: وماذا لو كانت الطيور التي تحوم فوق مكب كوستابرافا من فئة النسور، فعندها هل النسور ستخاف من أصواتها التي تُرسلها الآلات؟ السؤال الثاني: ماذا لو تعطَّلت هذه الآلات فصمتت عن إرسال أصوات النسور، فعندها ماذا سيحلُّ بالطيور؟ هل بإمكانكم أن تتخيَّلوا جحافل الطيور في اتجاه المطار والطائرات؟ * * * مشكورٌ النائب جنبلاط على لفت النظر، ومشكورٌ وزير البيئة على التلبية والمعالجة، ولكن عذراً ليس بآلات تُصدر أصواتاً تُعالَج مسألة النفايات... حتى لو كانت أصوات نسور.

نادرة السعيد