انشئت "مؤسسة سعيد فريحه للخدمات الاجتماعية والعلمية" في العام 1973 (علم وخبر رقم 284\أ.د) وقد هدفت في بداياتها الى منح مساعدات مالية وطبية ومهنية تغطي مجالي:
1 – المساعدات المالية للعاملين في حقلي الصحافة والتوزيع تعينهم على:
* مواجهة تكاليف المعالجات الطبية و\أو الجراحات.
* العناية بالاطفال ذوي العاهات كأولوية مطلقة.
* مواجهة التكاليف الدراسية لأولادهم.
* مواجهة أعباء الدراسة الجامعية عبر منح تخصص للطلاب المتفوقين.
2 – المكافآت والمنح السنوية لنتاجات وابحاث واعمال علمية متميزة في حقول الأدب – القصة، الرواية، الشعر، النقد، السيرة – و الترجمة والمسرح والبحث العلمي والاختراع. الا ان الحرب اللبنانية التي اندلعت في العام 1975 اغرقت في خضمها اللبنانيين على اختلاف فئاتهم ومناطقهم فوجدت المؤسسة والرجل الذي يقف خلفها نفسيهما عالقين في دوامة من المعاناة، قتلا للارواح وتدميرا للاعمال والممتلكات الشخصية وتشتتا للعائلات وخسارة للبيوت – ترافقت كلها مع ازمة اقتصادية عصفت ضارية تدمر البنى التحتية لطريقة الحياة اللبنانية وتبعثر قطاعًا عريضًا من السكان، بالاخص القادرين جسديا وعقليا، الى اربع ارجاء المعمورة بحثا عن لقمة العيش الكريمة – مهددة بتقويض كل جهود انهاء القتال واعادة البناء.
واذ بالمشهد يتحول الى فوضى شاملة: سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مع غياب شبه كامل للهيئات الحكومية المسؤولة القادرة على استعادة السلام واقرار النظام واعادة بناء لبنان.
وتبدلت الاولويات تبعًا لذلك: تحركت "مؤسسة سعيد فريحه للخدمات الاجتماعية والعلمية" – مع عدد قليل من المؤسسات الاخرى المحلية والدولية – لملء بعض هذا الفراغ، عاملة ما بوسعها لمساعدة يتيم هنا واعالة عائلة هناك ودفع رسوم طالب عجز عنها.
لكن المحنة طالت اكثر مما توقع الناس، ومع انتشار التدمير في كل انحاء لبنان اضطرت المؤسسة لتوسعة نطاق عملياتها ولتوجيه جهودها على حيث الحاجة: في الحقول الانسانية والطبية والتعليمية – مكتسبة مع الوقت نمطا في العطاء مميزا اتخذ لنفسه مجاري رئيسية اربعة:
1 – الخدمات الاجتماعية والانسانية.
2 – المساعدات الطبية.
3 – المساعدات التربوية.
4 – الهبات والمنح الخاصة لافراد مميزين في المؤسسات العلمية والتقنية...
الى ذلك، لم يحل موقع مؤسسة سعيد فريحه في ما كان يدعى بيروت الشرقية دون مدّ يد المساعدة الى جميع اللبنانيين بغضّ النظر عن مواقعهم الجغرافية او انتماءاتهم الدينية والسياسية.